تعود جذور الراليات الدولية إلى أوائل القرن العشرين، ولكن في عام 1973 أطلق الاتحاد الدولي للسيارات رسميًا بطولة العالم للمُصنّعين. أُضيفت بطولة السائقين في عام 1979، لتبدأ بذلك ملحمة عالمية تجمع بين السرعة والمهارة والتحمّل.

انبثقت WRC من راليات أسطورية للتحمل مثل رالي مونتي كارلو، رالي السفاري في كينيا، ورالي الأكروبوليس في اليونان، والتي أرست الأساس لما أصبحت عليه البطولة اليوم. هذه الراليات لم تختبر فقط السرعة الفائقة، بل ركّزت أيضًا على الملاحة، والعمل الجماعي، والموثوقية عبر مسافات طويلة وظروف قاسية.

على مدار العقود، أصبحت WRC ساحة لاختبار بعض من أكثر سيارات الرالي تطورًا في العالم. من وحوش مجموعة B في الثمانينات، إلى سيارات Rally1 الهجينة عالية التقنية اليوم، دَفَعَ كل جيل من السيارات حدود الهندسة والتكنولوجيا إلى آفاق جديدة.

كما شهدت البطولة صعود علامات مُصنّعة أيقونية مثل لانشيا، أودي، سوبارو، بيجو، سيتروين، وتويوتا، وأفرزت أساطير للراليات مثل سيباستيان لوب، كارلوس ساينز، تومي ماكينن، سيباستيان أوجييه، وكولين ماكراي.

تطورت بطولة العالم للراليات WRC لتصبح بطولة دولية بحق، حيث تُقام جولات البطولة على مختلف أنواع الأسطح؛ من الغابات الثلجية في السويد، إلى الحصى الحار في كينيا، والطرق الجبلية المعبّدة في اليابان، وها هي اليوم تتوسّع إلى المناظر المتنوعة والشاسعة في المملكة العربية السعودية. كل جولة تقدم تحديات فريدة، مما يجعل الثبات والتكيف مفتاحًا للفوز.

بعد أكثر من ستة عقود، لا تزال WRC تُلهم الجماهير والمتسابقين بمزيجها من السرعة، والتشويق، والاستراتيجية. وقد لعبت دورًا محوريًا في الابتكار في رياضة المحركات، وتُعدّ بوابة لاكتشاف المواهب الجديدة ودفع عجلة تطور تكنولوجيا السيارات، لا سيما في مجال التنقل المستدام من خلال الهجينة والوقود البديل.

ومع دخولها أسواقًا ومناطق جديدة، بما في ذلك ختام موسم 2025 في المملكة العربية السعودية لأول مرة في التاريخ، تظل WRC رمزًا للتفوّق الرياضي العالمي، تجمع بين الإرث العريق والتطور المستقبلي.